عقبة كئداء تقف سدا بوجهي أينما أستدرت
كل ما حولي لا يفضي لشئ و لا يؤدي إلى درب
فراغ مفزع يملأ مساحاتي
لا يعبأه هواء و لا يزيحه ماء
و تواتر مستمر برتابة مملةٍ و مقيتة
يجعلني في ضيق قابض و حزن جاثم
لا سبيل للخلاص منه في أجلٍ مُرتجى
حتى الكلمات في صفحاتي متلعثمة و أحرفها ركيكة
خالية من العناوين و المقدمات
و لاتحمل في طياتها مضمون و لا أحداث
حتى أنها خلت من خاتمة مرموقة
لتسدل ستائرها على فصول مسرحية عابثة مبتذلة
فالمحيط يجعلك متقوقعاً على ذاتك
فـ الكل أراهم متشابهون متكررون
لا تجد فيهم من يجعلك تثور على ذاتك
من يحرك فيك مشاعراً و حسا
من يحيلك إلى مرتبك و عاجز
من يوقض في أحشائك نبض خافق مشلول
و يوقد سراجاً من أمل في حلكة دامس النفس
سئمت مللت و يأست و أضناني بحث لا يجدي
و كأن الكون خلا من كل أنثى
كم أجد هؤلاء الظافرون بالحب أدعياء و متصنعون
فأين وجدوا ربة السحر التى أوقدت خوامدهم
فـ ربات السحر قد ضَنّت في زماننا
فلا نجدهن إلا على متن الأساطير
و في خبء التاريخ و حكايا العُذّرِيين
و حديثي هنا ليس للإنتقاص و الإحتقار
بل لسمو النظرة التى أراها لها
و عظم منزلة الأنوثة عندي
فأنا لازلت حبيس المنى و رهين ليت
و كم أخشى أن يطويني العمر
و تغدو ليت قبض ريح
يعبث بها الزمن اللاهي